كيف نلائم انفسنا للحياة واسرارها
في كل مرة نواجه بها المصاعب والمصائب ننتفض تذمرا ونلعن حاضرنا ونستسلم للالم والمشكلة الحالية .
ننسى النعم التي انعم علينا بها ونعيش بلحظة المشكلة كانها لازمتنا منذ المهد وستلازمنا الى اللحد .
يا اخوتي لا تنسوا ان هذا العالم واسع يضم المرار والحلى ومن الجهل ان نعتقد ان الحياة ستلائم نفسها لنا , فلنلتفت الى عدد البشر في كوننا ونتامل بعددهم بدياناتهم معتقداتهم عاداتهم وتقاليدهم ماكولاتهم وشرابهم ولنسال انفسنا بصراحة وتعقل :" هل ممكن ان تلائم الحياة نفسها لكل شخص على انفراد ؟؟" والجواب ايضا بسيط , لا والف لا, كيف ستلائم الحياة نفسها من اجل البشر مع ان الاختلاف في التفكير والعادات لا يقتصر على الشعوب المختلفة بل ايضا نرى الاختلاف بين الاخوة الذين حملهم نفس الرحم وترعرعوا بذات المنزل .
الحقيقة البسيطة هي اننا نحن الذين علينا ان نتعب نكد ونتحدى كي نلائم الحياة لنا , فما يلائمني لا يناسب غيري , ولا تتذمروا ان وجدتم الرياح ذات يوم قد هبت في ما لا تشتهيها سفنكم , بل تفاجئوا عندما تصادفون يوما مريحا خاليا من المتاعب .
كي نجني الثمار من زرعنا علينا ان نحرث الارض وان ننظفها من الشوائب وان نزرع زرعنا ونقتلع الشوك من حوله بايدينا وعلينا ان نروي الزرع , كل هذا كي نحصل على الثمار التي هدفنا ان نفعل كل ما فعلناه من اجل جنيها , وهل يجنى المحصول بدون زرع وعناية وجهد متتالي ؟؟؟ طبعا لا , وهكذا حياتنا علينا ان نتعب ايام عديدة كي نهيئ لانفسنا يوما واحدا يلائم متطلباتنا , واذا وجدنا شيئا قد ناسبنا بدون الجهد عندها علينا ان نتعجب وان نتساءل كيف ناسبني هذا الشيء ولم يناسب ملايين البشر الذين حولي ؟؟؟
المحبة والقناعة والايمان ومن ثم الايمان القناعة والمحبة هم قوتنا صمودنا صبرنا وتعقلنا , احبوا نفسكم وحالكم الذي انتم عليه واطمحوا للافضل واجتهدوا لملائمة الاوضاع لكم , وان كنتم قد فقدتم بصركم اعلموا ان هنالك من فقد بصره وسمعه وما زال يحاول ان يهيئ الاوضاع التي حوله كي تلائمه , ان كنتم قد فقدتم احدى ايديكم , اعلموا ان هنالك من فقد يديه ورجليه وما زال يناضل كي يلائم ما حوله لراحته .
ان السيارات قبل ان تباع لنا تجرى عليها العديد من التجارب واحدى هذه التجارب هي التاقلم والتغلب على المنعطفات القاسية وقوة المبنى عند الاصطدام وامكانية العمل باصعب الاحوال , عندما تصمد السيارة وتتغلب على هذه التجارب عندها نستطيع ان نقول ان هذه السيارة حقا امينة ومناسبة , وهكذا نحن كي نشعر بقوتنا علينا ان نتعب ان نتحدى الصعاب وان نلائم الاوضاع لنا وحينها حقا نكون اقوياء واهل لان نعيش بهذا الكون .
اليكم احبتي هذه الصور الرائعة التي ارسلت الى موقع kfary من زوارنا الرائعين وتحت كل صورة تجدون تعليقا يجعلكم اكثر قوة واكثر قناعة بحالكم وحياتكم , احبوا بعضكم بعضا وصلوا من اجل غيركم ومن اجل سلام العالم .
باحترام
طارق نصر – كفرياسيف - الاراضي المقدسة .